تقوم الدراسة بتحليل توزيع سرعة هذه النجوم في مجرتنا، والذي يعكس دوران المجرة. عندما تكون سرعة النجم غير متناسقة مع دوران المجرة، فإن ذلك يستدعي اهتمام العلماء. وباستخدام كتالوجين للنجوم الضخمة والمعروفين بأنماطهم الفريدة، واستنادًا إلى بيانات قمرة الفضاء جايا القوية في قياس وتحليل النجوم، توصل الفريق إلى نتائج مثيرة.
وجد الفريق أن هناك عددًا كبيرًا من النجوم الضخمة التي تتحرك بشكل مختلف عن سرعة المجرة، وهي النجوم الهاربة التي تتجه خارج المجرة. وتم تحديد 106 نجم هارب من نوع O و 69 نجم هارب من نوع Be في الكتالوجات المستخدمة. ومن المثير للاهتمام أن تلك النجوم الهاربة من النوع O تتحرك بسرعة أكبر من النجوم الهاربة من نوع Be.
هناك نظريتين منافستين تحاولان تفسير ظاهرة هروب النجوم، وكلاهما يتضمن نجومًا ضخمة. النظرية الأولى تسمى "سيناريو الطرد الديناميكي"، حيث يتعرض النجم في منطقة مكتظة ومركزة لتأثيرات جاذبية من النجوم الأخرى، مما يؤدي إلى هروبه. أما النظرية الثانية، فتسمى "سيناريو الانفجار النجمي المزدوج"، حيث ينفجر نجم واحد كنوفا، ويدفع الانفجار النجم الآخر بعيدًا. إذا كانت الظروف مناسبة، يمكن للنجم الناجي الهروب من رابطته مع النجم الآخر والابتعاد عن جاذبية مجرتنا.
بناءً على البيانات التي جمعها الفريق وتحليلها، تشير الدراسة إلى أن السيناريو الأول هو الأكثر احتمالية لشرح ظاهرة هروب النجوم. ويعزز هذا الاستنتاج الأبحاث السابقة التي أظهرت أن النجوم من النوع O تتحرك بسرعة أعلى من النجوم من النوع B وBe. وتساهم نسب الأنواع الطيفية للنجوم الهاربة في توضيح هذا الاستنتاج.
من الجدير بالذكر أن هذه الدراسة تساهم في زيادة فهمنا لظاهرة هروب النجوم وتوفير تفسيرات محتملة لها. وبفضل التحليل الشامل للبيانات والنتائج الدقيقة، فإن هذه الدراسة تشكل مصدرًا قيمًا للعلماء والباحثين المهتمين بهذا المجال.
في الختام، يمكن القول إن النجوم الضخمة التي تهرب من مجرتنا درب التبانة تمثل ظاهرة مثيرة للاهتمام تحتاج إلى المزيد من الدراسة والتحليل. ومن خلال استخدام التقنيات الحديثة وتحليل البيانات الدقيقة، يمكننا أن نكتشف المزيد من الأسرار المخفية في هذا المجال الفلكي المثير.